Monday, September 29, 2014
Wednesday, September 24, 2014
الحج
:سيكولوجية الحج
عزيزي الحاج او الطامح فيه. أو من يعيش حياته كلها لا
طموح له سوى أن يحج بيت الله ثم يموت. أحبك.. أشفق عليك.. أصدقك في كل ما تقول.
أصدقك عندما تقول أنك تبتغي الحج أكثر من كل كنوز الدنيا. أصدقك إذا حججت وعدت
تروي مدى الراحة النفسية التي شعرت بها.وأصدقك عندما تحكي عن ألم القولون الذي
اختفى عندما شربت من ماء زمزم. بل وأصدقك عندما تقول انك رأيت رسول الله رؤيا
العين وانت في الحج. لماذا أصدقك؟ لأنك مُعد نفسيا لكل هذا. دعني أخبرك ان المكان
رائع ونوره يأخذ القلوب وصوت الالاف يهتفون بلحن جميل "لبيك اللهم لبيك"
كفيل بأن يشعرني انا شخصيا الغير مسلم بقشعريرة كالتي شعرت بها عندما كنت أسمع صوت
الملايين تهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" (طبعا ده كان على شاشة
التلفزيون اصل انا من المناضلين اللي شاركوا في الثورة من ورا الكيبورد.
"ثائر بلاستيك") المهم دعني أخبرك انه في وسط هذه الاجواء الحجية وبعد
تأهيلك النفسي لذاتك ومن قبل كل من حكى لك عن تجربته مع الحج إذا لم تشعر براحة في
هذا المكان ففي الأغلب عندك مشكلة
شعائر الحج:
كما هو معروف للجميع فمعظم شعائر الحج والعمرة هي طقوس
وثنية موروثة عن الوثنيين "الكفار" منذ قبل الاسلام وعندما جاء الإسلام
أقر الحج في نفس توقيته وبنفس شعائره تقريبا. والجدال في نسبة التشابه بين شعائر
الحج قبل وبعد الإسلام ليست مجدية على الإطلاق ولن تضف جديد ففكرة تقديس حجرا أو
جمادا وتقبيله والتبرك به والطواف حوله والتهافت على لمسه وأن هذا الحجر أو الجماد
قد يزيدك أو ينقصك شئ هي فكرة وثنية بحتة بغض النظر عن حجتك التي تجعل من هذا
الصنم مصدر بركة أو قوة
يرد الكثيرون على فكرة وثنية شعائر الحج بأن طقوس الحج
هي تقليدا موروثا ومتبع عن ابراهيم النبي. ورغم عدم وجود أي
سند قوي لهذه الحجة ولكن دعني أسألك: لماذا لم يمارس اليهود والنصارى الحج تمثلا
بابراهيم أو يكرموا كعبته بينما الكفار ضحوا بالغالي و الثمين من أجلها؟ لماذا ترك
الكفار كل ما خلفه الانبياء عامة و ابراهيم خاصة من تعاليم وعبادات واهتموا فقط بالحج؟ هل كان الكفار يؤمنون بنبوة ابراهيم؟ هل
كانوا يؤمنون بالجنة ليقدسوا الحجر الذي وقع منها؟ إذا كان الكفار يكرهون الشيطان
ويرجمونه فلماذا تنعتونهم بالكفار وتكرهوهم (وليه بتحطولهم نص كيلو شعر في حواجبهم
في المسلسلات الدينية لاظهار شرورهم؟). وإذا كان اليهود والمسيحيين مؤمنون
بابراهيم والجنة وكل هذا فلماذا لم يمارسوا الحج؟ مقتنع؟؟!
منطقية الحج:
أخي الحاج.. انت بتروح المسجد كل يوم تقف في حضرة الله
وتكلمه شخصيا في صلاتك وتسمع صوته وانت بتقرا قرانه يعني بتبقى قاعد مع ربنا ذات
نفسه. تفتكر بعد كل ده إيه الإضافة الي هاتجيلك لما تلمس او تقبل أو تلف حولين
حجر؟ مهما كانت قدسيته هاتيجي ايه قدسيته جنب قدسية ربنا اللي بتقف في حضرته
وتتكلم معاه وتسمعه.ولو الحجر مستمد قدسيته من الجنة فالجنة مستمدة قدسيتها من
الله اللي انت بتقعد معاه وتكلمه وتسمعه كل يوم(كأن واحد كان واقف مع رئيس
الجمهورية وبعدين سابه عشان يروح يسلم على ابن اخت الرئيس وبعد مامشي طلع يجري
عالناس يقولهم انا انهاردة قابلت ابن اخت رئيس الجمهورية!! يابني مانت كنت مع رئيس
الجمهورية شخصيا)
الحكاية دي بتفكرني بلما تسأل شخص مسيحي هو انت ليه
بتبوس ايد أبونا " القس" يقولك علشان أبونا بيمسك القربان المقدس بإيده.
طيب مانت بتاكل من القربان المقدس ده يا إبني رايح تبوس إيد ابونا عشان مسكه. أو
واحد تاني يقولك انا بابوس ايد ابونا ومعاها الصليب عشان بيمسك صليب في ايده!!
يابني طيب مانت لابس صليب.. بس بصراحة الحجة التانية بتعجبني أكتر لأنها بتديني
الحق أبوس صدر أي واحدة لابسة سلسلة بصليب.
إستمرارا في الحديث عن منطقية الحج وشعائره دعني أحدثك
عن رمي الجمرات. السؤال هو: هل الشيطان له جسد وجلد وأعصاب كي يشعر بألم الحصى أو
يخاف منه.يلحقني أحدهم ويقول: احنا مش بنرمي الشيطان فعليا احنا بنعمل "قال
يعني" بنرجم الشيطان كناية عن نبذ الشيطان كما فعل سيدنا ابراهيم عندما ترائى
له الشيطان. وبغض النظر عن عدم وجود سند موثوق فيه لقصة رجم ابراهيم للشيطان تبقى
الأسئلة الاتية دون اجابة –بالنسبة لي- :
أولا: هل يعقل ان تعطى كل هذه الهيبة والمغفرة و الفرضية
للحج و رمي الجمرات عشان انت بتعمل
"قال يعني" ؟ يعني انت ذنوبك بتتغفر عشان روحت عملت"قال يعني"
سعيت بين الصفة والمروة أو ترجع كما ولدتك أمك عشان انت عملت "قال يعني"
بترجم الشيطان؟ وياترى انهي اعظم وأثوب وأكثر تكفيرا في رأيك: اطعام فقير ولا انك
تعمل "قال يعني" أو تلف حوالين أو تلمس حاجة أو تشرب من حاجة؟ وقرانك
وصلاتك وصومك وعمل الخير وانسانيتك وشفقتك على الناس كل ده عادي ولما روحت عملت
"قال يعني" رجعت كما ولدتك أمك؟ يا مثبت العقل في
الدمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااغ
ثانيا: لما ظهر الشيطان لإبراهيم هل كان ابراهيم من
الجهل ليظن ان الشيطان سيخاف من الحجارة؟ أليست الإستعاذة بالله أجدى في وقت كهذا؟
إوعى تقولي ابراهيم كمان كان بيعمل "قال يعني" مش معقولة موقف زي ده بدل
ماتستغفر وتستعيذ هاتقعد تعمل "قال يعني". وأوعى تقولي ان الشيطان اتخذ
جسد انسان وظهر لابراهيم عشان ماتدخلنيش في مجادلة حول قدرة الشيطان على الخلق وانه
خلق جسد لنفسه.
ثالثا: إذا كان الكفار تعودوا على كراهية الشيطان ورجمه
فلماذا اذن هم كفارا المنطقي انهم اناس طيبون يكرهون الشر و الشيطان
ثواب الحج:
قاعدة إلهية غريبة أن يكون لفعل ما ليس في متناول او
مقدرة الجميع ثوابا خاصا او مغفرة اضافية. فيصبح الغني أو من له أقرباء لديهم عقد
عمل بالسعودية أو من يعرف غنيا يحج له الفرصة للحصول على راحة نفسية أو ثواب أو
مغفرة ذنوب. أو إن اللي جمع عشر علب من مسحوق "برسيل" وكسب رحلة حج الفرصة
في ان يعود بلا ذنوب كما ولدتهم أمهاتهم. أليست هذه صورة مطابقة لفكرة صكوك
الغفران أن تحصل على ثواب أو مغفرة لأنك غنيا أو قادرا أو بتغسل بمسحوق
"برسيل"
أضرار الحج:
يزعجني جدا من يموتون تحت الاقدام كل عام منهم المسن و
السيدة ومن هو في ريعان شبابه. أعلم أنك تحسدهم وتتمنى أن تموت مثلهم وأنت تحج
ولكن لماذا الموت؟؟؟ ولماذا بطريقة بشعة ؟؟ لماذا لا يحميهم الله وأن كان أخذ
أرواحهم بناءا على دعائهم فلماذا يموتون ميتة بشعة كهذه؟
من اضرار الحج ايضا هو الخلل في منظومة المال والذي
أسميه "بيزنس الحج" أن يحرم الفقير نفسه من أساسيات الحياة ليدفع المال
لشركة السياحة أو لدولة السعودية لتصب الاموال في النهاية في جيب رجل الأعمال أو
في خزينة سمو الأمير. وتبقى النظرة الأوسع لحركة المال هي تدفق الأموال من دول
فقيرة غير قادرة على توفير العيش لمواطنيها كمصر لتذهب لدولة كالسعودية
Monday, September 22, 2014
السيسي حلو
اه والله السيسي حلو ( هو عيبه الوحيد بس انه بيقطع علينا النور). بس السيسي مش قاتل. مش هو بس اللي حلو كل المصريين اللي سقفوا وهللوا للسيسي لما قتل ودبح حلوين وكل اللي فكرله في مبرر للقتل هو مصري وطني أصيل
تحليل القتل وإيجاد مبررات له مَلَكة تربينا عليها منذ الصغر وإيجاد المبرر والعذر للقاتل حتى لو عجز القاتل نفسه عن إيجاد المبرر موهبة تعلمناها منذ الطفولة وأثقلها أبائنا ودراستنا
تعلمنا في صغرنا تاريخ الحروب الإسلامية (الفتوحات) وعلمنا مدرسينا أن "فلان" البطل في غزوة "كذا" قد سفك دم عشرين إنساناً "ياواد يا مؤمن" وتعلمنا كيف نتباهى باحتلال الدول ونهب خيراتها
أشعر بك عزيزي القارئ الان ووجهك يحمر غيظاً وعقلك يفكر بكل نظريات وحجج تبربر القتل التي تعلمتها منذ نعومة اظافرك للرد على كلامي أو عالأقل لإعطاء جرعة منوم سريعة لضميرك خشية أن يستفيق
أول مبرر للقتل سيبدر بذهن القارئ غالباً هو أن القتل هنا كان لنشر الدين وتعاليمه السامية أو لتخليص شعوب من وطأة حكام ظَلَمه أو من عادات اجتماعية غير إنسانية.وكأن القتل يمكن أن يكون وسيلة للسمو بالإنسانية ونشر المحبة.وبفرض أن كل الدول ألتي فُتحت كانت تعاني من القهر كما يدعي معظم المؤرخين المدلسين ينبغي علينا ان نستعمل نفس المنطق لتبرير قتل أمريكا الأبرياء في العراق لتخليصهم من ديكتاتورية صدام حسين.أو الإحتلال الإنجليزي على مصر لتخليصها من الإحتلال الفرنسي وفي كل الأحوال عزيزي القارئ فإن نية المستعمِر ليس من الصعب معرفتها فالفيصل في نية المستعمر ليست عواطفك وإنما سلوك المستعمر بعد الإحتلال. ببساطة
-هل ترك المُستعمر البلد المُحتل بعد نشر تعاليمه أو بعد تحريرها؟ أم ضمها لمملكته
-هل إستولى على مابها من خيرات وغنائم؟
-هل إتخذ من أهلها جوارٍ وعبيد؟
جاوب على الأسئلة هاتعرف الغرض الحقيقي.ثم واصل التفكير لإيجاد تبرير اخر لسفك الدماء عزيزي الإنسان
ربما يبدر لذهنك الان حجة أخرى وهي ان الفتوحات الإسلامية طلبت من سكان البلاد المحتلة أولاً ان يدخلوها ويستولوا عليها بالسلم دون مقاومة وأن يأمنوا أرواحهم (نظرية الخيانة وبيع الوطن مقابل الأمان). دي بصراحة من المبررات المبهرة ان المستعمر "الكيوت" بيعرض على سكان البلد يسلموها "بالذوق" ولو مارضيوش طبعا يبقى حلال فيهم القتل.بس بفرض ان المبرر مُقنع يبقى المبرر يسري على كل المحتلين على مدى التاريخ من أيام "هولاكو" لما أرسل رسالة ل "علاء ولي الدين" يقول له: سلموا مصر بلا حرب وإلا أكلنا أكلكم وشربنا شربكم ونمنا مكانكم. وطبعاً العرض ده بيؤكد سلمية "هولاكو" وحقه إنه يقتل أي مصري يقاومه.ونفس المبدأ يسري على سيادة المشير(أطال الله عمره وأدام حكمه للبلاد سنين عديدة) لما طلب من متظاهري رابعة أن يتركوا الميادين بسلام ولما رفضوا أكل أكلهم وشرب شربهم وطلع تلاتة ...أمهم.
ينتقل ذهنك الان لمبرر اخر للقتل كتصوير أن كل الدول ألتي فُتحت كانت غارقة في ظلام وجهل وتحولت لدول متحضرة بعد الفتوحات مستنداً على تأريخ غير محايد وإتباع نظرية الأمريكان والإنجليز في إحتلالهم ونشر العلم والتحضر وإنشاء المدارس والطرق والسكك الحديدية..إلخ. وكأن السبيل الوحيد لمساعدة الدول على التحضر هو قتل سكانها وسبيهم واستنزاف خيراتها. وأن صفقة القتل ونهب الخيرات والإحتلال مقابل بناء نافورتين وقصر وقطار ومدرسة هي صفقة مغرية لسكان أي وطن.
طبعا مبررات سفك الدماء اللي بتدور في ذهن القارئ مش بتخلص وممكن يكتب فيها كتب كلها مهينة لإنسانيته
أتخيل قارئ مسيحي الان وقد بدا عليه الانشكاح وبيقول في باله "إديله ماترحمهوش"
القارئ: عندك إلا المسيحية يعني المحبة ومن لطمك على خدك الايمن ولو قصدك عالصليبيين أو أمريكا فأنا مش مؤيد للقتل ده.واحنا عمرنا ماتعلمنا نوجد مبررات للقتل.
بالتأكيد مسيحيين و مسلمين نشأنا على تبرير القتل.في العقيدة المسيحية ربنا (الذي هو هو المسيح كما يؤمن المسيحيين) أمر اليهود بقتل وذبح جيرانهم بلا رحمة للحصول على أرض الموعد بل وأرسل لهم "فتوات" أقوياء لمساعدتهم في قتل الأبرياء لأجل قطعة أرض.
أكاد أرى القارئ المسيحي الان يخلع عباءة الإنسانية ويحاول التفكير في مبررات للقتل وسفك الدماء.ويقسم الإنسانية لعهد قديم وعهد جديد مستخدماً كل النظريات التي تعلمها في الكنيسة وجصص التربية الدينية.
Subscribe to:
Posts (Atom)